يقول: «إن الرقى والتمائم، والتولة (١)، شرك». قالت: قلت: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني، فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان، كان ينخسها (٢) بيده، فإذا رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:«أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك
شفاء لا يغادر سَقَماً» (٣).
ثانياً: عن جابر -رضي الله عنه- قال: كان لي خال يرقي من العقرب، فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرقى، قال: فأتاه فقال: يا رسول الله، إنك نهيت عن الرقى، وأنا أرقي من العقرب، فقال:«من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل»(٤).
وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله عن الرقى، فجاء آل عمرو بن
(١) التولة بكسر التاء وفتح الواو، وهي: ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ١٩٩. (٢) ينخسها، من النخس، وهو الدفع والحركة. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٧٢٢. (٣) أخرجه أبو داود في سننه ص ٥٨٤، كتاب الطب، باب في تعليق التمائم، ح (٣٨٨٣)، وابن ماجة في سننه ص ٥٨٩، كتاب الطب، باب تعليق التمائم، ح (٣٥٣٠)، وأحمد في المسند ٦/ ١١٠، والحاكم في المستدرك ٤/ ٤٦٣. قال الحاكم: (صحيح الإسناد على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي. وصححه كذلك الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ص ٥٨٣. (٤) أخرجه مسلم في صحيحه ٧/ ٣٠١، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، ح (٢١٩٩) (٦٢).