مع تميم الداري، وعدي بن بداء (١)، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاماً من فضة مخوَّصاً (٢) من ذهب، فأحلفهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم وجد الجام بمكة، فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما، وأن الجام لصاحبهم. قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}. [سورة المائدة: ١٠٦](٣).
وفي رواية عنه -رضي الله عنه- عن تميم الداري في هذه الآية:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}[المائدة: ١٠٦]. قال: برئ منها الناس غيري وغير عدي بن بداء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم، يقال له: بديل بن أبي مريم (٤)، بتجارة، ومعه جام من فضة يريد به الملك، وهو عظم تجارته، فمرض فأوصى إليهما، وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله، قال
(١) هو: عدي بن بداء، مختلف في إسلامه، ذكر ابن حبان أن له صحبة، وأنكر عليه الآخرون، وذكروا أنه مات نصرانياً. انظر: الإصابة ٢/ ١٢٤٤. (٢) مخوصاً من ذهب، أي عليه صفائح الذهب، مثل خوص النخل. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٥٤٠. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٥٦٥، كتاب الوصايا، باب قول الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم}، ح (٢٧٨٠). (٤) هو: بديل بن أبي مريم، وقيل: ابن أبي مارية، السهمي، مولى عمرو بن العاص، كان مسلماً ومن المهاجرين. انظر: الإصابة ١/ ١٥٩.