ب- ولأن الحديث في قصة سالم لا يخلو من احتمالين هما: أن يكون خاصاً به، كما صرحت به أم سلمة وغيرها من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- غير عائشة، وتكون الأحاديث المعارضة له دالة على أنه خاص به. أو أن يكون منسوخاً بالأحاديث التي تعارضه (١).
ج-ولأنه روي عن جمع من الصحابة-رضي الله عنهم-بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- آثار تدل على عدم حصول الحرمة برضاع الكبير، ومن تلك الآثار:
١ - عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب، فقال: إني كانت لي وليدة، وكنت أطؤها، فعمدت امرأتي إليها فارضعتها، فدخلت عليها، فقالت: دونك، فقد والله أرضعتها. فقال عمر:(أوجعها، وأت جاريتك فإنما الرضاعة رضاعة الصغير)(٢).
٢ - عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال:(لا رضاع إلا ما شد العظم، وأنبت اللحم)(٣).
(١) انظر: الاعتبار ص ٤٤٤، ٤٤٥؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٥/ ٣٧٥؛ زاد المعاد ٥/ ٥٨٧ - ٥٨٨؛ فتح الباري ٩/ ٥٨؛ الشرح الممتع ٥/ ٢٠٣. (٢) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٤٧٣. ورجاله رجال الشيخين. (٣) روي هذا عن ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً وموقوفاً عليه، أخرجه أبو داود في سننه ص ٣١٣، كتاب النكاح، باب في رضاعة الكبير، ح (٢٠٥٩)، وابن أبي شيبة في المصنف ٣/ ٥٤٨، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٧٥٨، ٧٥٩. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ص ٣١٣.