ثانياً: عن رافع بن خديج -رضي الله عنه- قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة وهم يأبرون النخل، يقولون: يلقحون النخل، فقال:«ما تصنعون؟» قالوا: كنا نصنعه، قال:«لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً»، فتركوه، فنفضت أو نقصت. قال: فذكروا ذلك له، فقال:«إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي، فإنما أنا بشر»(٢).
ثالثاً: عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ بقوم يلقحون، فقال:«لو لم تفعلوا لصلح»، قال: فخرج شيصاً (٣). فمرّ بهم فقال:«ما لنخلكم؟» قالوا: قلت كذا وكذا. قال:«أنتم أعلم بأمر دنياكم»(٤).
رابعاً: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: أبصر النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس يلقّحون، فقال:«ما للناس؟» قالوا: يلقحون، فقال: «لا لقاح، أو لا أرى اللقاح
(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٧/ ٤٥١، كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي، ح (٢٣٦١) (١٣٩). (٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٧/ ٤٥٢، كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي، ح (٢٣٦٢) (١٤٠). (٣) الشيص: التمر الذي لا يشتد نواه ويقوى، وقد لا يكون له نوى أصلاً. وقيل: هو البسر الرديء الذي إذا يبس صار حضفاً. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٩٠٥؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٤٥٣. (٤) أخرجه مسلم في صحيحه ٧/ ٤٥٢، كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي، ح (٢٣٦٣) (١٤١).