-رضي الله عنها- بالإطعام عمن عليه صوم رمضان ليس مخالفاً لهذا؛ لأنها أفتت في قضاء صوم رمضان، لا صوم النذر (١).
واعترض عليه: بأن رواية عائشة-رضي الله عنها-مطلقة، وليس بينها وبين حديث ابن عباس -رضي الله عنه- تعارض، فحديث ابن عباس صورة مستقلة سأل عنها من وقعت له. أما حديث عائشة-رضي الله عنها-فهو تقرير قاعدة عامة، ويؤكد هذا أن صوم النذر بالنسبة لصوم الفرض قليل ونادر، والأدلة إنما تحمل على الغالب الأكثر، لا على النادر (٢).
دليل القول الثالث
ويستدل للقول الثالث-وهو أن من مات وعليه صيام صام عنه وليه أي صوم كان- بما يلي:
أولاً: عن عائشة-رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«من مات وعليه صيام صام عنه ولِيُّهُ»(٣).
فإنه بإطلاقه يشمل قضاء صوم رمضان وغيره (٤).
ثانياً: حديث ابن عباس -رضي الله عنه- الذي سبق ذكره في دليل القول الثاني، فإنه
(١) انظر: المغني ٤/ ٣٩٩؛ التحقيق ٢/ ٣٣٩؛ الشرح الكبير ٧/ ٥٠١، ٥٠٢؛ تهذيب السنن ٣/ ٢٨١، ٢٨٢. (٢) انظر: فتح الباري ٤/ ٢٢٨؛ الشرح الممتع ٣/ ٩٣. (٣) سبق تخريجه في دليل القول بالنسخ. (٤) انظر: المحلى ٤/ ٤٢١؛ فتح الباري ٤/ ٢٢٨؛ الشرح الممتع ٣/ ٩٣.