ثالثاً: عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنها-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن بلالاً يؤذِّنُ بليل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابنُ أم مكتوم (٢). قال: وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت (٣).
فإنه يدل على أن السحور لا يكون إلا قبل الفجر، لقوله:«إن بلالاً ينادي بليل» ثم منعهم من ذلك عند أذان ابن مكتوم (٤).
رابعاً: عن طلق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كلوا واشربوا، ولا يُهيدنّكم (٥) الساطع المُصعد، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر» (٦).
(١) انظر: شرح معاني الآثار ٢/ ٥٣، ٥٤؛ المجموع ٦/ ٢١٠. (٢) هو: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم، القرشي، وقيل اسمه: عبد الله بن عمرو، وقيل غير ذلك، أسلم قديماً بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه عبد الله بن شداد، وابن أبي ليلى، وغيرهما، وخرج إلى القادسية فقيل: استشهد بها، وقيل: رجع بعدها إلى المدينة، وتوفي بها. انظر: الإصابة ٢/ ١٠٤٦، ١٣١٣. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٢٦، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره، ح (٦١٧)، ومسلم في صحيحه ٤/ ٤٢٦، كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، ح (١٠٩٢) (٣٦). (٤) انظر: التمهيد ٣/ ٦٩. (٥) لا يهيدنكم: هو من هاد يهيد، هيداً، وهو: الزجر والإنزعاج، وأصله: الحركة. والمعنى: أي لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمنعوا به عن السحور. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٩٢١؛ فتح الباري ٤/ ١٦٣. (٦) أخرجه أبو داود في سننه ص ٣٥٨، كتاب الصيام، باب وقت السحور، ح (٢٣٤٨)، والترمذي في سننه ص ١٧٦، كتاب الصوم، باب ما جاء في بيان الفجر، ح (٧٠٥)، وأحمد في المسند ٢٦/ ٢١٩، وابن خزيمة في صحيحه ٢/ ٩٢٩، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/ ٥٤، والدارقطني في سننه ٢/ ١٦٦. قال أبو داود بعد ذكر الحديث: (هذا مما تفرد به أهل اليمامة). وقال الترمذي: (حديث حسن غريب). وقال الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي ص ١٧٦: (حسن صحيح).