قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله». فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أميّة: يا أبا طالب، أترغب عن ملّة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: هو على ملّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أما والله لاستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله تعالى فيه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية [التوبة: ١١٣](١).
ثالثاً: عن علي -رضي الله عنه- قال: سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أو ليس استغفر إبراهيمُ لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فنزلت:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}[التوبة: ١١٣]) (٢).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٢٦٧، كتاب الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله، ح (١٣٦٠)، ومسلم في صحيحه ٢/ ٦٢، كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع، ح (٢٤) (٣٩). (٢) أخرجه الترمذي في سننه ص ٦٩٥، كتاب تفسير القرآن الكريم، باب، ح (٣١٠١)، والنسائي في سننه ص ٣٢٥، كتاب الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين، ح (٢٠٣٦)، والإمام أحمد في المسند ٢/ ١٦٢، ٣٢٨، وابن جرير في تفسيره ٧/ ٥٣، والحاكم في المستدرك ٢/ ٣٦٥. قال الترمذي: (هذا حديث حسن) وقال الحاكم: (صحيح)، ووافقه الذهبي. وكذلك صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي ص ٦٩٥.