ثانياً: عن ابن عباس-رضي الله عنهما- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دُعيَ له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي عليه. فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثَبْتُ إليه، فقلت: يا رسول الله أتُصلي على ابن أبيّ؟ وقد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا، أُعدّدُ عليه قوله. فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:«أخّر عنّي يا عمر»، فلمّا أكثرت عليه قال:«إنّي خُيِّرتُ فاخترتُ، لو أعلم أنّي لو زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها». قال فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إلى قوله: {وَهُمْ فَاسِقُونَ}[سورة براءة: ٨٤]. قال: فعجبت بعدُ من جرأتي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ، والله أعلم) (٢).
ثالثاً: عن ابن عمر-رضي الله عنهما-أنه قال: لمّا تُوفّيَ عبد الله بن أُبيّ جاء ابنه عبد الله بن عبد الله (٣) إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه قميصه،
(١) سورة التوبة، الآية (٨٤). (٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٢٦٩، كتاب الجنائز، باب ما يكره من الصلاة على المنافقين، والاستغفار للمشركين، ح (١٣٦٦). (٣) هو: عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن مالك بن الحارث، الأنصاري، الخزرجي، ابن أبيّ بن سلول. كان اسمه الحباب فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، وشهد بدراً وأحداً والمشاهد، وكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه عروة. و استشهد باليمامة في قتال الردة سنة اثنتي عشرة. انظر: تجريد أسماء الصحابة ١/ ٣٢١؛ الإصابة ٢/ ١٠٨١.