قال الشوكاني -رحمه الله-: (وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سنة أن يستكثر من هذه الدعوات)(٣).
[الدراسة]
استنبط الشوكاني (٤) - رحمه الله- من الآية أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سنة أن يستكثر من الدعاء بقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥)}.
وممن قال بهذا الاستنباط: القنوجي، والهرري (٥). وأشار ابن كثير لمعنى قريب من هذا المعنى، فقال:(وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها)(٦).
(١) انظر: اللباب ج ١٧/ ص ٣٩٤، وفتح البيان ج ١٣/ ص ٢٢، وحدائق الروح والريحان ج ٢٧/ ص ٤٨ - ٥٠. (٢) وهو استنباط في الدعوات والذكر. (٣) فتح القدير ج ٥/ ص ١٨. (٤) واستنبط غيره من قوله تعالى: {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} أن فيها إشارة إلى أنه لا يمكن للعبد أن يعمل عملا يرضي ربه إلا بتوفيقه وإرشاده. انظر: حدائق الروح والريحان ج ٢٧/ ص ٥٣. (٥) انظر: فتح البيان ج ١٣/ ص ٢٣، وحدائق الروح والريحان ج ٢٧/ ص ٥٣. (٦) تفسير القرآن العظيم ج ٦/ ص ٦٢٤.