وهذا الاستنباط نقله القنوجي، وأشار إليه أبو السعود، والآلوسي، والقاسمي، وابن عاشور. (١) حيث ذكروا أن الموالاة ذريعة للردة؛ فناسب الشروع بعده في بيان أحكام المرتدين.
قال ابن عاشور: فجملة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} الخ معترضة بين ما قبلها وبين جملة: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ}[المائدة: من الآية ٥٥](٢) دعت لاعتراضها مناسبة الإنذار في قوله: … {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية ٥١](٣) تعقيبها بهذا الاعتراض إشارة إلى أن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ذريعة للارتداد؛ لأن استمرار فريق على موالاة اليهود والنصارى من المنافقين وضعفاء الإيمان يخشى منه أن ينسل عن الإيمان فريق. وأنبأ المترددين ضعفاء الإيمان بأن الإسلام غني عنهم إن عزموا على الارتداد إلى الكفر) (٤).
٦٥ - العلماء التاركون للأمر بالمعروف ونهي العصاة عن المنكر أشد حالا، وأعظم وبالا من العصاة (٥).