قال الشوكاني -رحمه الله-: (وفيه دليل على أن أبناء البنات يسمون أبناء لكونه -صلى الله عليه وسلم- أراد بالأبناء الحسنين)(٤).
[الدراسة]
استنبط الشوكاني (٥) -رحمه الله- أن أبناء البنات يسمون أبناء.
ووجه الاستنباط: أن قول الله تعالى {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} دال على أن للرسول -صلى الله عليه وسلم- أبناء، ولم يكن له يومئذ إلا ابنا بنته فاطمة -رضي الله عنهم-؛ فدل ذلك على أن ابن البنت يسمى ابنا (٦). ويؤيده الحديث الذي أخرجه مسلم: لما نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا فقال:"اللهم هؤلاء أهلي"(٧).
وممن قال بهذا الاستنباط: إلكيا، وابن العربي، والرازي، والقرطبي، والسيوطي، والقنوجي. (٨).
(١) انظر مثلا: المحرر الوجيز ص ٣٠٠، وأنوار التنزيل ج ٢/ ص ٣٩، ومدارك التنزيل ج ١/ ص ١٥٤، والتسهيل لعلوم التنزيل ج ١/ ص ١٠٧، والبحر المحيط ج ٢/ ص ٧٣٢، وإرشاد العقل السليم ج ٢/ ص ٣٥، وروح البيان ج ٢/ ص ٣٤، وحدائق الروح والريحان ج ٤/ ص ٣٠٠. (٢) انظر: روح المعاني ج ٣/ ص ١٥٧. (٣) وهو استنباط فقهي أو لغوي. (٤) فتح القدير ج ١/ ص ٣٤٧. (٥) واستنبط غيره من الآية استنباطات أخرى، منها: أن في الآية دليلا على جواز المحاجة في أمر الدين، وأن من جادل وأنكر شيئا من الشريعة؛ جازت مباهلته اقتداء بما أمر به -صلى الله عليه وسلم-. انظر: محاسن التأويل ج ٢/ ص ٣٣٠. (٦) انظر: أحكام القرآن للكيا ج ٢/ ص ٢٨٦، والإكليل ج ٢/ ص ٤٧٠. (٧) في كتاب: فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب: من فضائل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، رقم: ٢٤٠٤، ج ٤/ ص ١٨٧١. (٨) انظر: أحكام القرآن ج ٢/ ص ٢٨٦، وأحكام القرآن ج ١/ ص ٣٠٣، والتفسير الكبير ج ٨/ ص ٧٢، والجامع لأحكام القرآن ج ٤/ ص ١٠٤، والإكليل ج ٢/ ص ٤٧٠، وفتح البيان ج ٢/ ص ٢٥٧.