ولا يعني هذا الاستنباط جواز الاعتداء على الكفار بغير حق، فإن القرآن حفظ حقوقهم فقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠)} [البقرة: ١٩٠].
فالدابة المحكومة بالغريزة خير من الكافر؛ لأن الدابة تؤدي مهمتها في الحياة تماما، بينما لا يؤدي الكافر مهمته في الأرض، وبذلك يكون شرا من الدابة (٢).
ومع هذا الذم أنصفهم إذ لم ينف عنهم علوم الدنيا فقال تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ … (٧)} [الروم: ٧].
(١) انظر: فتح البيان ج ٥/ ص ١٩٧، وخواطري مع القرآن للشعراوي ص ٤٧٦٥. (٢) انظر: خواطري مع القرآن للشعراوي ص ٤٧٦٥.