وكل هذه الأنواع وضع للشيء في غير موضعه، ومن حصل منه أي نوع منها فقد نقص في حق هذا الشيء، فترجع جميعاً إلى النقص، ومعنى {تَظْلِمْ} في الآية التي معنا أقرب إلى النقص ليناسب سياق الكلام، فهو الأولى في تفسيرها، وهو الذي وجدت اتفاق المفسرين عليه عند هذه الآية. والله أعلم.
٩٥/ ٣ - قال ابن عقيل:({فَفَسَقَ عَنْ أَمْرٍ رَبِّهِ}[الكهف:٥٠] يعني: خرج؛ فهذا حد الفسق أصلاً في اللغة اهـ)(١).
الدراسة:
أبان ابن عقيل حد الفسق لغة: بأنه الخروج، وهذا هو تعريف أهل اللغة والتفسير.
قال الفراء:({فَفَسَقَ عَنْ أَمْرٍ رَبِّهِ}[الكهف:٥٠]، أي: خرج عن طاعة ربه، والعرب تقول: فسقت الرطبة من جلدها وقشرها لخروجها منه، وكأن الفأرة إنما سميت: فويسقة لخروجها من جحرها على الناس)(٢).
وقال ابن فارس:(الفاء والسين والقاف كلمة واحدة، وهي الفسق، وهو الخروج عن الطاعة)(٣).
قال الطبري:({فَفَسَقَ عَنْ أَمْرٍ رَبِّهِ}[الكهف:٥٠]، يعني به: خرج عن طاعته واتباع أمره)(٤).
فيشمل كل معصية صغرت أو كبرت، وهو أعم من الكفر.
(١) الواضح ١/ ١٤٨. (٢) معاني القرآن ٢/ ١٤٧، وينظر: جامع البيان ١/ ٤٣٤، لسان العرب ١٠/ ٣٠٨. (٣) معجم مقاييس اللغة ٤/ ٥٠٢، وينظر: الصحاح ٤/ ١٢٧٠. (٤) جامع البيان ١/ ٤٣٤، وينظر: تفسير السمرقندي ١/ ٦٤، تفسير ابن كثير ٥/ ٢١٧١.