ب/ أن يقال: إن المراد بالأخوين: هم الأوس والخزرج (١)، كما ذكر ذلك بعض العلماء استناداً إلى سبب نزول الآية قبلها، قال أنس - رضي الله عنه -: (فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنه نزلت فيهم:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}[الحجرات:٩])(٢). ويعود ضمير {اقْتَتَلُوا} على {طَائِفَتَانِ} باعتبار المعنى؛ لأن لفظ الطائفة يدل على الجماعة (٣). والله أعلم.
١٣٢/ ١ - قال ابن عقيل:(قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} يعني: ما نقصناهم اهـ)(٤).
الدراسة:
بين ابن عقيل أن معنى قوله تعالى:{أَلَتْنَاهُمْ} نقصناهم، وهو قول عامة العلماء.
قال الطبري:(يعنى بقوله: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ}: وما نقصناهم من أجور أعمالهم شيئاً) إلى أن قال: (وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)(٥).
وقال ابن فارس:(الهمزة واللام والتاء كلمة واحدة تدل على النقصان، يقال: أَلَتَهُ، يأْلِتُهُ، أي نقصه)(٦).
(١) ينظر: الكشاف ٤/ ٣٦٩، زاد المسير ٧/ ٢٢٤، تفسير البيضاوي ٥/ ٢١٦. (٢) أخرجه البخاري في كتاب الصلح باب ما جاء في الإصلاح بين الناس (٢٦٩١)، ومسلم في كتاب الجهاد باب في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وصبره على أذى المنافقين (١٧٩٩)، والواحدي في أسباب النزول ص ٣٢٩. (٣) ينظر: التحرير والتنوير ٢٦/ ٢٣٩. (٤) التذكرة: ٣٥١. (٥) جامع البيان ٢١/ ٥٨٤. (٦) معجم مقاييس اللغة ١/ ١٣٠.