١٤٥/ ١ - قال ابن عقيل:({يَشْرَبُ بِهَا} يعني: يشرب منها عباد الله اهـ)(١).
الدراسة:
اختلف العلماء في معنى [الباء] في هذه الآية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن [الباء] بمعنى [من]، وهذا جائز في العربية (٢)، تقول العرب: شربت بماء كذا، أي من ماء كذا (٣)، وهو قول ابن عقيل، والسمعاني (٤).
القول الثاني: أن الباء صلة، والمعنى: يشربها عباد الله، وهذا مستعمل في معاني الباء (٥).
قال الفراء:({يَشْرَبُ بِهَا}[الإنسان:٦]، ويشربها: سواء في المعنى)(٦).
القول الثالث: أن [الباء] على معناها الأصلي وهو الإلصاق.
فيكون قوله تعالى:{يَشْرَبُ بِهَا}[الإنسان:٦] مضمناً قولك: يروى بها أو يتلذذ بها (٧)؛ لأن قوله: يشرب يتعدى بنفسه فلما أريد باللفظ الشرب والري معاً عدي بالباء (٨). أو يضمن معنى المزج، فتقول: عيناً يمزجون بها شرابهم، كما تقول: شربت الماء بالعسل (٩).
(١) الواضح ١/ ١٢٢. (٢) ينظر: العدة ١/ ٢١١، المفردات ص ٤٤، مغني اللبيب ص ١١٤. (٣) ينظر: تأويل مشكل القرآن ص ٣٠١، لسان العرب ١/ ٤٨٧. (٤) تفسير السمعاني ٦/ ١١٥. (٥) ينظر: المحرر الوجيز ٥/ ٤١٠، مغني اللبيب ص ١١٥. (٦) معاني القرآن ٣/ ٢١٥. (٧) ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٢١٥، الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ١٢٦، مغني اللبيب ص ١٢٠. (٨) مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٤٢، تفسير البيضاوي ٥/ ٤٢٦، تفسير ابن كثير ٨/ ٣٦٧٦. (٩) ينظر: الكشاف ٤/ ٦٦٨، التفسير الكبير ٣٠/ ٢١٣.