١٠٧/ ١ - قال ابن عقيل:({فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)} بمعنى: فاسأل عنه خبيراً اهـ) (١).
الدراسة:
اختلف العلماء في معنى [الباء] في هذه الآية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن [الباء] بمعنى [عن]، كما قال ابن عقيل وهو قول أكثر المفسرين (٢)، وغيرهم، وهو جائز ومستعمل عند العرب (٣)، بل قيل: إن هذا المعنى لـ[الباء] يختص بالسؤال (٤)، والمعنى: فاسأل عن الله عالماً به، أي: بأسمائه وصفاته (٥).
قال ابن قتيبة:({فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)} [الفرقان:٥٩] أي: عنه، قال علقمة بن عَبَدة: فَإِن تَسْأَلُونِي بالنِّسَاءِ فإِنَّنِي ... بَصِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ (٦). أي: عن النساء) (٧).
قال النحاس:(قال أبو إسحاق (٨) أي: اسأل عنه، وقد حكى هذا جماعة من أهل اللغة أن [الباء] بمعنى [عن] كما قال جل وعز: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١)} [المعارج:١] وقال الشاعر: هَلا سَأَلْتِ الخَيْلَ يَا ابْنَة مَالِكٍ ... إنْ كنتِ جَاهِلةً بما لم تَعْلَمي (٩)) (١٠).
(١) الواضح ١/ ١٢٠. (٢) ينظر: تفسير السمرقندي ٢/ ٥٤٣، تفسير السمعاني ٤/ ٢٧، زاد المسير ٦/ ٢٢. (٣) ينظر: رصف المباني ص ٢٢٢، الجنى الداني ص ٤١، البرهان ٤/ ٢٧٥، لسان العرب ٤/ ٢٢٧. (٤) ينظر: مغني اللبيب ص ١١٣. (٥) ينظر: الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ٦٣. (٦) هذا البيت لعلقمة بن عَبَدة في ديوانه ص ٣٥، والأدواء: جمع داء. (٧) تأويل مشكل القرآن ص ٢٩٨. (٨) يعني: الزجاج، ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٧٣. (٩) البيت من معلقة عنترة، ينظر: ديوانه مع شرحه ص ١٢٣، ومعناه: هلا سألت أصحاب الخيل عما لم تعلمي إن كنت جاهلة يا ابنة مالك. (١٠) معاني القرآن ٥/ ٤٢.