قال ابن عباس - رضي الله عنه -: (والأسف على وجهين: الغضب والحزن)(١).
وقال النحاس:(الأسف: الشديد الغضب المغيظ ويكون الحزين)(٢).
وقال ابن منظور:(الأسف: المبالغة في الحزن والغضب)(٣).
وأكثر العلماء على ذكر القولين (٤)، فكلاهما صحيح ولا تعارض بينهما فبالإمكان الجمع بينهما بما قال الرازي:(قال الواحدي: والقولان متقاربان؛ لأن الغضب من الحزن والحزن من الغضب، فإذا جاءك ما تكره ممن هو دونك غضبت، وإذا جاءك ممن هو فوقك حزنت، فتسمى إحدى هاتين الحالتين حزناً، والأخرى غضباً؛ فعلى هذا كان موسى غضبان على قومه لأجل عبادتهم العجل، أسفاً حزيناً لأن الله تعالى فتنهم وقد كان تعالى قال له:{فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ}[طه:٨٥])(٥).
وقال ابن عطية:(والأسف قد يكون بمعنى الغضب الشديد، وأكثر ما يكون بمعنى الحزن، والمعنيان مترتبان ههنا)(٦). والله تعالى أعلم.