عن الغسل والوضوء، فإن جاء بهما تامين جاز، ثم يسأل فى السابعة، وليس فى القناطر أصعب منها، فيسأل عن ظلامات الناس.
وفى حديث أبى هريرة عنه- صلى الله عليه وسلم-: «ويضرب الصراط بين ظهرانى جهنم، أكون أنا وأمتى أول من يجوز عليه، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفى جهنم كلاليب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تعالى، فتخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو»«١» . الحديث رواه البخارى.
وفى حديث حذيفة وأبى هريرة عند مسلم:«ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلّم سلّم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يأتى الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفى حافتى الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به: فمخدوش ناج ومكدوس فى النار»«٢» .
وهذه الكلاليب هى الشهوات المشار إليها فى الحديث «حفت النار بالشهوات»«٣» فالشهوات موضوعة على جوانبها، فمن اقتحم الشهوة سقط فى النار. قاله ابن العربى.
ويؤخذ من قوله:«فمخدوش إلخ» أن المارين على الصراط ثلاثة أصناف: ناج بلا خدش، وهالك من أول وهلة، ومتوسط بينهما مصاب ثم ينجو.
وفى حديث المغيرة عند الترمذى: شعار المؤمنين على الصراط: ربّ سلّم. ولا يلزم من كون هذا الكلام شعار المؤمنين أن ينطقوا به، بل ينطق به الرسل، يدعون للمؤمنين بالسلامة، فيسمى ذلك شعارا لهم.
(١) صحيح: أخرجه البخارى (٨٠٦) فى الأذان، باب: فضل السجود، ومسلم (١٨٢) فى الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية. من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-. (٢) صحيح: أخرجه مسلم (١٩٥) فى الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها. من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-. (٣) تقدم فى الذى قبله.