وأخرج الطبرانى فى الأوسط والبيهقى فى السنن عن عائشة مرفوعا:
«ثلاث هن علىّ فرائض وهن لكم سنة: الوتر والسواك وقيام الليل»«١» . وقد روى أحمد فى مسنده بإسناد حسن من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:«أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب على»«٢» . وقد حكى بعضهم الإجماع على أنه ليس بواجب علينا. لكن حكى عن بعض الشافعية أنه أوجبه للصلاة ونوزع فيه. واتفقوا على أنه مستحب مطلقا، ويتأكد بأحوال:
منها: عند الوضوء وإرادة الصلاة.
ومنها: عند القيام من النوم، لما ثبت فى الصحيحين من حديث حذيفة أنه- صلى الله عليه وسلم- (كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك)«٣» لكن قد يقال:
المراد، قام من الليل للصلاة، فيكون المراد السواك للصلاة وعند الوضوء.
ومنها: قراءة القرآن، كما جزم به الرافعى.
ومنها: تغير الفم، سواء فيه تغير الرائحة أو تغير اللون، كصفرة الأسنان، كما ذكره الرافعى.
ومنها: دخول المنزل، جزم به النووى فى زيادة الروضة، لما روى مسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجه، من حديث عائشة، أنه- صلى الله عليه وسلم- (كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك)«٤» .
(١) ضعيف: أخرجه أحمد فى «المسند» (١/ ٢٣١) ، والحاكم فى «المستدرك» (١/ ٤٤١) ، والدار قطنى فى «سننه» (٢/ ٢١) ، والبيهقى فى «الكبرى» (٢/ ٤٦٨) و (٩/ ٢٦٤) ، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-، بسند فيه أبو جناب الكلبى، اسمه يحيى بن أبى حية، ضعيف الحديث، ولم يتابع عليه. (٢) أخرجه أحمد فى «المسند» (٣/ ٤٩٠) ، والطبرانى فى «الكبير» (٢٢/ ٧٦) ، وذكره الهيثمى فى «المجمع» (٢/ ٩٨) وقال: وفيه ليث بن أبى سليم، وهو ثقة مدلس، وقد عنعنه. (٣) صحيح: أخرجه البخارى (٢٤٦) فى الوضوء، باب: السواك، ومسلم (٢٥٥) فى الطهارة، باب: السواك. (٤) صحيح: أخرجه مسلم (٢٥٣) فى الطهارة، باب: السواك.