ثقيل يضغط الرأس، أو تسخينه بشئ خارج عن الاعتدال، أو بتبريده بملاقاة الهواء أو الماء فى البرد.
وأما الشقيقة: فهى فى شرايين الرأس وحدها، أو تختص بالموضع الأضعف من الرأس. وعلاجها بشد العصابة. وقد أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة أنه- صلى الله عليه وسلم- كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج «١» . وفى الصحيح أنه- صلى الله عليه وسلم- قال فى مرض موته:«وارأساه»«٢» وأنه خطب وقد عصب رأسه «٣» . فعصب الرأس ينفع فى الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس.
وفى البخارى من حديث ابن عباس: احتجم- صلى الله عليه وسلم- وهو محرم فى رأسه من شقيقة كانت به «٤» . وقد جاءت مقيدة فى بعض طرق ابن عباس نفسه، فعند أبى داود الطيالسى فى مسنده من حديث ابن عباس أن النبى- صلى الله عليه وسلم- احتجم فى وسط رأسه «٥» . وقد قال الأطباء إنها نافعة جدّا. وورد أنه- صلى الله عليه وسلم- احتجم أيضا فى الأخدعين والكاهل «٦» . أخرجه الترمذى وحسنه، وأبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم. وقد قال الأطباء: الحجامة
(١) ذكره ابن القيم فى «زاد المعاد» (٤/ ٨٧) وعزاه لأبى نعيم فى «الطب النبوى» . (٢) صحيح: وقد ورد ذلك فى حديث أخرجه البخارى (٥٦٦٦) فى المرضى، باب: قول المريض: إنى وجع أو وارأساه، من حديث عائشة- رضى الله عنها-. (٣) ذكره ابن القيم فى «زاد المعاد» (٤/ ٨٧) وعزاه لأبى نعيم فى «الطب النبوى» . (٤) أخرجه البخارى (٥٧٠١) تعليقا فى الطب، باب: الحجامة من الشقيقة والصداع، وقال الحافظ فى «الفتح» (١٠/ ١٦٢) : وقد وصله الإسماعيلى وقد اتفقت هذه الطرق عن ابن عباس أنه احتجم- صلى الله عليه وسلم- وهو محرم فى رأسه. ا. هـ. قلت: وهى رواية البخارى الموصولة دون تعيين سبب العلة. (٥) قلت: بل هى عند البخارى (٥٧٠٠) فيما سبق. (٦) صحيح: أخرجه أبو داود (٣٨٦٠) فى الطب، باب: ما جاء فى موضع الحجامة، والترمذى (٢٠٥١) فى الطب، باب: ما جاء فى الحجامة، وابن ماجه (٣٤٨٣) فى الطب، باب: موضع الحجامة، وأحمد فى «المسند» (٣/ ١٩٢) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٠٧٧) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» و (الأخدعان) : عرقان فى جانبى العنق، و (الكاهل) : ما بين الكتفين، وهو مقدم الظهر.