قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ «١» .
قال: إنه ظنّ أن لن يرجع.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم أما سمعت الشاعر «٢» وهو يقول:
وما المرء إلّا كالشّهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع «٣»
(١) سورة الانشقاق، الآية: ١٤. (٢) الشاعر هو لبيد بن ربيعة وقد سبق التعريف عنه في رقم ٦. (٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١/ ١٢٤. وكذلك في (الديوان) صفحة: ١٦٩ و (البحر المحيط) ٨/ ٤٤٤. و (بلوغ الأرب) ٣/ ١٣١. و (لسان العرب) باب: حور. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) : ٤/ ٧٥ وأضاف إليه هذا البيت: وما المال والأهلون إلّا ودائع ... ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع وهذا البيتان من قصيدة طويلة والتي مطلعها: بلينا وما تبلى النّجوم الطّوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع