قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الطَّلاقُ مَرَّتانِ «١» هل كانت العرب تعرف الطلاق ثلاثا في الجاهلية؟
قال: نعم، كانت العرب تعرفه ثلاثا باتا «٢» ، ويحك يا ابن الأزرق أما سمعت قول الأعشى «٣» وقد أخذه أختانه «٤» ، فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تطلق أهلك فإنك قد أضررت بها، فقال:
وذوقي فتى حي فإنّي ذائق ... فتاة أناس مثل ما أنت ذائقة
(١) سورة البقرة، الآية: ٢٢٩. (٢) باتا: من بت. وبت طلاق امرأته: جعله باتا لا رجعة فيه. (٣) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم ٣٢. (٤) الأختان: مفردها: ختن أي زوج البنت أو الأخت، وكل من كان من قبل المرأة كالأب والأخت. (٥) كذا في (ديوان الأعشى) : ٢٦٣. أما في (الأصل المخطوط) : يا جارتا بيني فإنّك طالق ... كذلك أمور النّاس غاد وطارق (٦) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الديوان) : ٢٦٣. (٧) كذا في (الأصل المخطوط) و (الديوان) : ٢٦٣. ولم ترد الأبيات الثلاثة في الإتقان، والقصيدة هي في الأصل ستة أبيات قالها الأعشى في امرأته الهزائية حين طلقها.