قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً «١» .
قال: المكاء: القنبرة، والتصدية: صوت العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة «٢» . كان يصلي قائما بين الحجر «٣» وبين الركن اليماني «٤» ، فيجيء رجلان من بني سهم «٥» يقوم أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء، والآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
(١) سورة الأنفال، الآية: ٣٥. (٢) مكة: البلد المقدسة العظمى عند المسلمين لاحتوائها البيت المعظم الحرام والكعبة المشرفة ومناسك الحج، وهي مسقط رأس الرسول الأعظم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم. (انظر: المنجد في الأعلام ٦٨١) . (٣) الحجر: حجر الكعبة، وهو مصطبة محوطة بحائط إلى ما دون الصدر، منه ما تركت قريش من الكعبة واقتصرت في بنيان الكعبة عنه، وله بابان مع ركني الكعبة العراقي والشامي. (انظر: مراصد الاطلاع ١/ ٣٨١) . (٤) الركن اليماني: أحد أركان الكعبة وهو من جهة اليمن، والذي فيه الحجر الركن البصري، ويقال أن رجلا من أهل اليمن بناه، يقال له أبيّ بن سالم. قال بعض أهل اليمن: لنا الرّكن من بيت الحرام وراثة ... بقيّة ما أبقى أبيّ بن سالم وقال زهير بن أبي سلمى: كم للمنازل من عام ومن زمن ... لآل أسماء بالقفّين فالرّكن (٥) بنو سهيم: قبيلة عربية يرجع نسبهم إلى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي من قريش، بنوه عدة بطون، من ذريته عمرو بن العاص. (انظر: جمهرة الأنساب: ١٥٤. واللباب: ١/ ٥٨٠. والأعلام: ٣/ ١٤٤) .