قال عبد الله بن عمرو: إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون (٢).
واختلف العلماء في المائدة هل نزلت عليهم أم لا؟ فقال مجاهد: ما نزلت المائدة، وهذا مثل ضرب (٣).
وقال الحسن: والله ما نزلت المائدة، إن القوم لما سمعوا الشرط، وقيل لهم {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} استعفوا، وقالوا: لا نريدها، ولا حاجة لنا فيها، فلم تنزل (٤).
والصواب أنها نزلت لقوله -عز وجل-: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ولا يقع في
= انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٦٥)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥٦. (١) الإسراء: ١٠٦. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٦، وعبد بن حميد، وأبو الشيخ، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٦١٤. (٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٤٨. (٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٥٢، وابن الأنباري في "الأضداد" (ص ٣٥١، ٣٥٢).