أبو داود، عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب، فأسلم بمر الظهران، فقال له العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فلو جعلت له شيئًا، قال:"نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ"(٢).
وعن وهب بن منبه قال: سألت جابرًا هل غنموا يوم الفتح شيئًا؟ قال: لا (٣).
مسلم، عن ابن عمر أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير، وأقر قريظة ومَنَّ عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا أن بعضهم لحقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآمنهم وأسلموا، وأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود المدينة كلهم بني قينقاع -وهم قوم عبد الله بن سلام- ويهود بني حارثة، وكل يهودي كان بالمدينة (٤).
وعن أبي سعيد الخدري قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد فأتاه على حمار، فلما دنا قريبًا من المسجد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ خَيْرِكُمْ" ثم قال: "إِنَّ هَؤُلاَءِ نزلُوا علَى حُكْمِكَ" قال: تقتل مَقاتلهم وتَسْبيَ ذريتهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قَضَيْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ"(٥).
(١) رواه النسائي في التفسير (٣١٨). (٢) رواه أبو داود (٣٠٢١). (٣) رواه أبو داود (٣٠٢٣). (٤) رواه مسلم (١٧٦٦). (٥) رواه مسلم (١٧٦٨) والبخاري (٣٠٤٣ و ٣٨٠٤ و ٤١٢١ و ٦٢٦٢) وأبو داود (٥٢١٥ و ٥٢١٦).