وروى مسلم في صحيحه من حديث ثابت البُناني، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ»(٢). وذكر مثل الحديث الذي قبله (٣).
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
(١). صحيح البخاري برقم ٣٨٨٧، وصحيح مسلم برقم ١٦٤. (٢). اخترت الفطرة: فسرت الفطرة هنا بالإسلام والاستقامة، ومعناه - والله أعلم -: اخترت علامة الإسلام، أما الخمر فهي أم الخبائث، وهي علامة الشر. (٣). برقم ١٦٢.