لسانه غير محقق نصر حق، ولا إنكار باطل، وهذا هو الأغلب في الناس. والثاني: أن يتكلم ناصرًا لما وقع في نفسه أنه حق، ودافعًا لما توهم أنه باطلٌ، غير محقق لطلب الحقيقة، لكن لجاجًا فيما التزم، وهذا كثيرٌ وهو دون الأول. والثالث: واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر (١).
ثانيًا: أنه ورد الترغيب من السلف الصالح في ترك ما لا يعني، وورد بذلك حديث مرفوع إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم ضعَّفه بعض أهل العلم، وحسَّنه بعضهم:«إِنَّ مِن حُسنِ إِسلَامِ المَرءِ تَركَهُ مَا لَا يَعنِيهِ»(٢).
(١) «تبويب كتاب الأخلاق والسير في مداواة النفوس» لابن حزم، للدكتور علي اليحيى (ص: ٢٨). (٢) «سنن الترمذي» (برقم ٢٣١٧). (٣) «سنن الترمذي» (برقم ٢٦١٦)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.