ومن أسمائها أيضا: الحاطمة، لأنها تحطم الذنوب، وقيل: تحطم من تجبر فيها. قاله عياض (٣).
[٩٧] و - «الآيات البينات» -.
فيها قولان، أحدهما: أمن من دخله ومقام إبراهيم (٤)، وهما عطف بيان على الآيات، أو بدل (٥).
فإن قلت: الآيات جمع، فكيف صح بيانها بالتثنية؟.
فالجواب: أن مقام إبراهيم وحده بمنزلة آيات كثيرة، لأن أثر القدم في الصخرة الصماء آية (٦)، وبقاؤه دون سائر آيات الأنبياء آية، وحفظه مع كثرة أعدائه من المشركين آية.
والقول الثاني (٧): إن الآيات كثيرة كما يقتضيه لفظ الآية ومقام إبراهيم وقع
(١) راجع أخبار مكة للأزرقي: ١/ ٢٨٠، والعقد الثمين: ١/ ٣٥ وشفاء الغرام: ١/ ٤٨. (٢) راجع أخبار مكة للأزرقي: ١/ ٢٨٠، والعقد الثمين: ١/ ٣٥ وشفاء الغرام: ١/ ٤٨. (٣) مشارق الأنوار: ١/ ١٩٢، وانظر أخبار مكة للأزرقي: ١/ ٢٨٢، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٦٤، وشفاء الغرام: ١/ ٤٧. (٤) أخرج الطبري - رحمه الله - هذا القول في تفسيره: ٧/ ٢٧ عن الحسن. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: ٣/ ٢٢٤، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٤٢٦ عن الحسن أيضاً. (٥) انظر إعراب القرآن للنحاس: (١/ ٣٩٥، ٣٩٦) والتبيان للعكبري: ١/ ٢٨١. (٦) أخرج الطبري في تفسيره: ٧/ ٢٨ عن مجاهد قال: «أثر قدميه في المقام، آية بينة». وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٢٧٠ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والأزرقي، وابن أبي حاتم عن مجاهد. (٧) أخرجه الطبري في تفسيره: ٧/ ٢٧ عن قتادة، ومجاهد ورجحه الطبري بقوله: «وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب، قول من قال: «الآيات البينات، منهن مقام إبراهيم» وهو قول قتادة ومجاهد الذي رواه معمر عنهما فيكون الكلام مرادا فيه «منهن»، فترك ذكره اكتفاء بدلالة الكلام عليهما».