٢ - قوله:"من الخاتام" أي: من الخاتم، وفيه أربع لغات: خاتَم بفتح التاء، وخاتم بكسرها، وخاتام، وخيتام (١).
الإعراب:
قوله:"لئن" اللام فيه اللام الموطئة للقسم عند الكوفيين، وعند البصريين زائدة على ما يأتي الآن بيانه، و"إن" للشرط.
وقوله:"كان ما حدثته": فعل الشرط، وما حدثته: اسم كان، وخبره قوله:"صادقًا"، وما موصولة، وحدثته صلتها وهو على صيغة المجهول من التحديث، والضمير المستتر فيه مفعول ناب عن الفاعل، والهاء مفعول ثان يرجع إلى ما، وقوله:"اليوم" نصب على الظرف.
قوله:"أصم" بالجزم جواب الشرط، وقوله:"في نهار القيظ" يتعلق بأصم، قوله:"باديَا": حال من الضمير الذي في أصم، قوله:"وأركب" بالجزم -أَيضًا- عطف على قوله:"أصم"، و"حمارًا": مفعوله، و"بين" نصب على الظرف، و"سرج" مجرور بالإضافة، و"فروة": عطف عليه.
قوله:"وأعر" بالجزم -أَيضًا- عطف على قوله:"وأركب"، وقوله:"من الخاتام" يتعلق به، قوله:"صغرى": مفعول أعر، وهو مضاف إلى شماليا، وأصله: صغرى شمالي، فحركت الياء بالفتحة وأشبعت بالألف للوزن.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"أصم" فإنَّه جواب الشرط، وقد اكتفى به عن جواب القسم المقدر؛ لأن التقدير ها هنا: والله لئن كان ما حدثته اليوم صادقًا أصم؛ لأن اللام هي الموطئة التي يقدر قبلها القسم، وهذا مذهب بعض الكوفيين منهم الفراء (٢)، وأما البصريون فقد أوَّلوا مثل هذا، وقالوا: اللام فيه زائدة، كما زادوها في قراءة من قرأ: ﴿إلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ﴾ [الفرقان: ٢٠](٣) بفتح الهمزة، وفي خبر المبتدأ في قوله (٤):
(١) اللسان مادة: "ختم". (٢) ينظر معاني القرآن للفراء (١/ ٦٥ - ٦٩) وفيه كلام مطول فليراجعه من أراده. وهو قول ابن مالك في التسهيل. (٣) ينظر القرطبي (٤٧٢٩)، ط. دار الشعب، وإعراب القرآن للنحاس (٣/ ١٥٠). (٤) بيت من الرجز المشطور، وقد سبق الحديث عنه والاستشهاد به في الشاهد رقم (١٦٠) من شواهد هذا الكتاب. (٥) انظر هذا الموضوع في المغني (٢٣٦)، والكتاب (٣/ ٨٤)، وابن يعيش (٩/ ٢٢)، وأسلوب القسم واجتماعه =