فقال: ما لك يا أبا بكر؟ قال: لدغت فداك أبى وأمى، فتفل عليه رسول الله ﷺ فذهب ما يجده، ثم انتقض عليه فكان سبب موته (١).
فلما أصبح قال له النبى ﷺ: أين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بالذى صنع، فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: اللهم اجعل أبا بكر معى فى درجتى يوم القيامة، فأوحى الله إليه أن قد استجاب (٢).
ويروى: لمّا انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار (٣). فدخل واستبرأه، حتى إذا كان فى أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة، فقال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة، فدخل فاستبرأ، ثم قال: انزل يا رسول الله. فنزل.
ويروى: لما انتهيا إلى الغار دخل أبو بكر ثم قال: كما أنت يا رسول الله. فضرب برجله فأطار اليمام - يعنى الحمام الطورى - فطاف فلم ير شيئا. فقال: ادخل يا رسول الله. فدخل فإذا فى الغار جحر، فألقمه أبو بكر عقبه مخافة أن يخرج على رسول الله ﷺ منه شئ (٤).
(١) الرياض النضرة ٨٩:١، وتاريخ الخميس ٣٢٧:١، وشرح المواهب ١: ٣٣٥. (٢) الوفا بأحوال المصطفى ٢٣٧:١، والرياض النضرة ٩٠:١، وسبل الهدى ٣٣٩:٣، والسيرة الحلبية ٢٠٥:٢، ٢٠٦، وتاريخ الخميس ٣٢٧:١. (٣) فى ت، والرياض النضرة ٩٢:١ «الحجرة». والمثبت من م ودلائل النبوة ٢٠٩:٢، والسيرة النبوية لابن كثير ٢٣٨:٢. (٤) الرياض النضرة ٩٣:١.