رسول الله ﷺ إليهم - وعرفوا أنه قد جمع لحربهم - فاجتمعوا فى دار النّدوة - وهى دار قصىّ بن كلاب التى كانت قريش لا تقضى أمرا إلا فيها - يتشاورون فيما يصنعون فى أمر رسول الله ﷺ، ولم يتخلّف منهم من أهل الحجى والرأى أحد. فممن اجتمع: من بنى عبد شمس: شيبة وعتبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان بن حرب. ومن بنى نوفل [بن](١) عبد مناف: [طعيمة بن عدى، وجبير بن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل](١). ومن بنى عبد الدار [بن](١) قصى: النّضر بن الحارث بن كلدة. ومن بنى أسد بن عبد العزّى: أبو البخترىّ بن هشام، وزمعة بن الأسود، وحكيم بن حزام. ومن بنى مخزوم: أبو جهل. ومن بنى سهم: نبيه ومنبّه ابنا الحجاج. ومن بنى جمح: أميّة بن خلف.
ويروى أن عدة الذين اجتمعوا بدار الندوة خمسة عشر رجلا، وقيل مائة رجل.
فلما دخلوا الدّار اعترضهم الشيطان فى صورة رجل شيخ جليل جميل، مشتمل/الصماء، عليه بتّ (٢) له، فوقف على باب الدّار قال: أدخل؟ قالوا: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل نجد، سمع بالذى اجتمعتم له، وأراد أن يحضره معكم ليسمع ما تقولون، وعسى ألا يعدمكم منه رأيا ونصحا. قالوا: أجل فادخل. فدخل معهم، فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما
(١) الإضافات عن سيرة النبى لابن هشام ٣٣١:٢. (٢) البت: الكساء الغليظ من الصوف أو الوبر. (المعجم الوسيط).