ونبذل مهج أنفسنا دون رسول الله ﷺ، فتكلّم يا رسول الله وخذ لنفسك ولربك ما أحببت.
فقرأ عليهم رسول الله ﷺ القرآن، ودعا إلى الله، ورغّبهم فى الإسلام، وقال: أبايعكم على أن تمنعونى مما (١) تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم والذى بعثك بالحق نبيّا لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا (٢) فبايعنا يا رسول الله، فنحن - والله - أهل الحروب، وأهل الحلقة، ورثناها كابرا عن كابر.
ويقال: إن أبا الهيثم بن التّيهان كان أوّل من تكلّم، وأجاب إلى ما دعا إليه النبىّ ﷺ، وصدّقه وقال: نقبله على مصيبة (٣) الأموال وقتل الأشراف.
ويقال: إن أبا الهيثم اعترض القول والبراء يكلّم رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله إنّ بيننا وبين أقوام - يعنى اليهود - حبالا (٤)، وإنّا قاطعوها، فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسّم/رسول الله ﷺ ثم قال: بل
(١) فى الأصول «ما». والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٣٠٢:٢، ودلائل النبوة ١٨٥:٢، والاكتفا ٤٢١:١، والوفا بأحوال المصطفى ٢٢٥:١، والسيرة النبوية لابن كثير ١٩٨:٢، والسيرة الحلبية ١٩٥:٢. (٢) كذا فى م، هـ، والمراجع السابقة. وفى ت «نساءنا». والمعنى واحد فإن العرب تكنى عن المرأة بالأزر. (٣) فى الأصول «مضيقة». والمثبت عن طبقات ابن سعد ٢٢٢:١، والسيرة الحلبية ١٧٥:٢. (٤) أى عهودا. (السيرة الحلبية ١٧٦:٢)