وقيل: لمّا أسرى بالنبى ﷺ إلى المسجد الأقصى أصبح يحدّث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبى بكر فقالوا: هل لك فى صاحبك، يزعم أنه قد جاء بيت المقدس ثم رفع (١) إلى مكة فى ليلة واحدة. فقال أبو بكر:
أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: فأشهد - إن كان قال ذلك - لقد صدق. قالوا: وتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟! قال: نعم، إنى لأصدّقه بما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء فى غدوة أو روحة. فلذلك سمى أبو بكر الصديق (٢).
ويقال: إن النبى ﷺ لما أصبح/بمكة أخبرهم بالعجائب:
إنى أتيت البارحة بيت المقدس، وعرج بى إلى السماء، ورأيت كذا. فقال أبو جهل: ألا تعجبون مما يقول محمد؟ يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس وأصبح فينا، وأحدنا يطرد مطيّته مدبرة شهرا ومقبلة شهرا، فهذا سير شهرين فى ليلة واحدة. فأخبرهم بعير لقريش: لما كان فى مصعدى رأيتها فى (٣) مكان كذا وكذا، وأنها نفرت، فلما رجعت رأيتها (٣) عند العقبة. وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا، ومتاعه كذا وكذا، فقال أبو جهل: تخبرنا بأشياء!! فقال
(١) كذا فى الأصول. ولعلها رجع. (٢) تاريخ الإسلام ١٥٨:٢، ١٥٩، وتاريخ الخلفا ٢٩. وسبل الهدى والرشاد ١٣٣:٣، وتاريخ الخميس ٣١٥:١. مع اختلاف يسير. (٣) سقط فى ت، هـ. والمثبت عن م ودلائل النبوة ١٤١:٢.