فهتف: يا صباحاه. قالوا: من هذا الذى يهتف؟ قالوا: محمد.
فاجتمعوا إليه قال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من سنح (١) هذا الجبل أكنتم مصدقى؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا.
قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد. قال أبو لهب: تبّا لك، أما جمعتنا إلاّ لهذا؟! ثم قام. فنزلت هذه السورة ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ إلى آخر السورة.
ويروى: صعد رسول الله ﷺ/ذات يوم على الصفا فقال:
يا صباحاه. فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك؟ فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدوّ مصبّحكم أو ممسيكم أما كنتم مصدّقىّ - أو تصدقونى - قالوا: بلى. قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد. فقال أبو لهب: تبّا لك. ألهذا جمعتنا؟! فأنزل الله ﷿ ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ﴾ إلى آخر السورة (٢).
ويروى: لما نزلت ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ نادى رسول الله ﷺ فى قريش بطنا بطنا. فقال: أرأيتم لو قلت لكم إن خيلا تغير عليكم. أكنتم مصدّقىّ؟ قالوا: نعم، ما جرّبنا عليك من كذب قطّ. قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد.
فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟! تبّا لك سائر اليوم (٣).
(١) كذا فى ت، والسيرة الحلبية ٤٦٠:١ والمعنى: أصل الجبل. وفى م، هـ، ودلائل النبوة ٤٣١:١ «سفح». (٢) دلائل النبوة ٤٣١:١. وتفسير ابن كثير ٥٣٤:٨. (٣) الوفا بأحوال المصطفى ١٨٣:١، وتاريخ الإسلام ٨٣:٢.