وقال ابن شهاب: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإخراج زكاة الفطر قبل الغدو إلى المصلى (١)، ورواه ـ أيضا ـ موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه مثله (٢).
قال الله تبارك وتعالى:{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى}(٣).
قال مجاهد: كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى (٤).
وقال مالك بن أنس - رضي الله عنه -: تأويل ذلك: سنقرئك فتحفظ (٥)، وهذا أصح في المعنى، نفى أن ينسى، إذ كان قد وعده فقال سبحانه:{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}(٦) في صدرك، والله أعلم بما أراد من ذلك (٧).
(١) أخرجه ابن أبي شيبة [٢/ ٣٩٥ كتاب الزكاة، زكاة الفطر تخرج قبل الصلاة] وابن أبي الجعد في مسنده (١/ ٤٠٨)، به. (٢) أخرجه ابن خزيمة [٤/ ٩١ كتاب الزكاة، باب الدليل على أن الصلاة التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأداء صدقة ... ] والترمذي [٢/ ١٥٢ كتاب الزكاة، باب ما جاء في تقديمها قبل الصلاة] وأبو نعيم في المستخرج (٣/ ٦٥) عن موسى بن عقبة، به. (٣) سورة الأعلى (٦). (٤) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٤١٦) به. (٥) أورده ابن العربي في أحكام القرآن (٤/ ٣٧٨). (٦) سورة القيامة (١٧). (٧) وكذلك صحح ابن العربي هذا المعنى، فقد نقل كلام الإمام مالك الذي أورده المؤلف، ثم علل تصحيحه بقوله: " لأن تكليف الناسي في حال نسيانه، لا يعقل قولا، فكيف يكون مكلفا به فعلا ".