وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء حتى، يقضيه الله ـ عز وجل ـ على لسانه - صلى الله عليه وسلم - (٣).
قال الله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إلى قوله: {امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}(٤).
قال أنس: لما نزلت هذه الآية، قعد ثابت بن قيس (٥) في بيته وقال: أنا من أهل النار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لسعد بن معاذ (٦): ? يا أبا عمرو ما شأن ثابت بن قيس، أشتكى؟ قال: إني لجاره وما علمت، فأتاه سعد فقال له: إن رسول الله استبطأك، فقال ثابت: نزلت هذه الآية وقد علمتم أني كنت من أرفعكم صوتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنا من أهل النار، فأتى
(١) سورة الحجرات (١). (٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٢٣٠) والطبري (١١/ ٣٧٨) بنحوه. (٣) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٧٧) به. (٤) سورة الحجرات (٢، ٣). (٥) هو: ثابت بن قيس بن شماس بن الخزرج، أبو محمد الأنصاري، خطيب الأنصار، شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم اليمامة. ينظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٢١٦) والإصابة (١/ ٥١١). (٦) هو: سعد بن معاذ بن النعمان بن الأوس الأنصاري، سيد الأوس، شهد بدرا وما بعدها، وأصيب في الخندق فمات بعده، وفي الصحيحين أن عرش الرحمن اهتز لموته. ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٢٢٣) والإصابة (٣/ ٧١).