صدقة التطوع، والصيام التطوع، وسائر أعمال البر، وتلاوة القرآن، وكثرة الذكر لله عز وجل، وهذا كله القرض الحسن، والله ـ تبارك وتعالى ـ غير محتاج إلى ذلك، وإنما يريده ويحتاجه إليه لنا، لما أعده من المكافأة على ذلك، إلا أن القرض سمي قرضا؛ لأنه يُرَدُ أو البدل منه، فقال ـ عز وجل ـ: قدموا عملا صالحا تأخذوا الجزاء والبدل عن حاجتكم إليه، سمع السائب (٥) رجلا وهو يقول: من يقرض الله قرضا حسنا؟ فقال: سبحان الله، والحمد
(١) أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٧٨) به. (٢) لم أقف عليه من قول الحسن بهذا اللفظ، وقد أخرج له الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٨٧) أنه قال: بتل نفسك واجتهد. وأخرج الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٨٦) عن ابن عباس ومجاهد والضحاك، مثله. (٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٣٢٥) والطبري في تفسيره (١٢/ ٢٧٨) به. (٤) سورة المزمل (٢٠). (٥) لم أجده له ترجمة، ولم يسم في المصادر التي أخرجت الأثر، ويحتمل أن لفظ السائب تحرف من السائل، وإنما سياق الكلام: سمع السائلَ رجلٌ، وذلك لأمرين: الأول: أنه ورد على هذا النحو في المصادر التي أوردت الخبر. الثاني: أن المؤلف قد أبهم اسم الرجل لما ذكر إسناد الخبر، فقال: روى ذلك سفيان عن أبي حيان عن أبيه عن شيخ لهم، فَلِمَ الإبهام وقد صرح باسمه أولا؟