رسول الله؟ فسكت - حتى قالها ثلاثا -، فقال رسول الله ﷺ: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ - ثُمَّ قَالَ: - ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» (١).
١٠٤٨ - أخبرنا المطهر بن محمد الصحاف - إملاء -، حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو، حدثنا أحمد بن الحسن بن أيوب، حدثنا عمران بن عبد الرحيم، حدثنا عبد السلام بن مطهر، حدثنا أبو هرمز، عن أنس بن مالك ﵁، عن رسول الله ﷺ قال: «أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى آدَمَ ﵇[أَنْ] (٢) يَا آدَمُ حُجَّ هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَدَثُ الْمَوْتِ، قَالَ: وَمَا يَحْدُثُ عَلَيَّ يَا رَبِّ؟ قَالَ: مَا لَا تَدْرِي وَهُوَ الْمَوْتُ. قَالَ: وَمَا الْمَوْتُ؟ قَالَ: سَوْفَ تَذُوقُ. قَالَ: مَنْ أَسْتَخْلِفُ فِي [أَهْلِي] (٣)؟ قَالَ: اعْرِضْ ذَلَكَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ، فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى السَّمَوَاتِ فَأَبَتْ، وَعَرَضَ عَلَى الْأَرْضِ فَأَبَتْ، وَعَرَضَ عَلَى الْجِبَالِ فَأَبَتْ، وَقَبِلَهُ ابْنُهُ قَاتِلُ أَخِيهِ؛ فَخَرَجَ آدَمُ ﵇ مِنْ أَرْضِ الْهِنْدِ حَاجًّا، فَمَا نَزَلَ مَنْزِلًا أَكَلَ فِيهِ وَشَرِبَ إِلَّا صَارَ عُمْرَانًا بَعْدَهُ وَقُرًى حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَاسْتَقْبَلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبَطْحَاءِ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آدَمُ بُرَّ حَجُّكَ، أَمَا إِنَّا قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ». قَالَ أَنَسٌ ﵁: قال رسول الله ﷺ: «وَالْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ جَوْفَاءُ لَهَا بَابَانِ، مَنْ يَطُوفُ يَرَى مَنْ فِي جَوْفِ الْبَيْتِ، وَمَنْ فِي جَوْفِ الْبَيْتِ يَرَى مَنْ يَطُوفُ؛ فَقَضَى آدَمُ نُسُكَهُ فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا آدَمُ قَضَيْتَ نُسُكَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: فَسَلْ حَاجَتَكَ تُعْطَ. قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي وَذَنْبَ وَلَدِي، قَالَ:
(١) وهو عند مسلم في "صحيحه" (٤١٢)،وأخرج البخاري النصف الأخير منه في "صحيحه" (٧٢٨٨).(٢) ليست في (ج).(٣) وفي (س): أمري.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute