المدائني، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا قيس، عن الأعمش، عن [أبي الضحى](١)، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود ﵁ في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: ٢](٢) - قال: فالمَخْرَج أن يعلم أن الله هو الذي يُعْطِيهِ ويَمْنَعُهُ ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ [الطلاق: ٣] قال: قَاضٍ أَمْرَهُ عَلَى مَنْ تَوكَّل وَمَنْ لمَ يَتَوَكَّل، وَجَعَلَ فَضْلَ من تَوكَّلَ على مَنْ لَمْ يَتَوَكَّل أَنْ يُكفِّرَ عنه سَيِّئاتِه ويُعْظِمَ لَهُ أَجْرًا (٣).
٦٦٣ - أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أخبرنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد البصري، حدثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني، قال: سمعت أبا تراب يقول: سمعت حاتمَ الأصم يقول: سمعت شقيقًا البلخي يقول: لكل واحد مقام؛ فمُتَوَكِّلٌ على مَالِه، وَمُتَوكِّلٌ على نَفْسِه، وَمُتَوَكِّلٌ على لِسَانِه، وَمُتَوَكِّلٌ على شَرَفِه، وَمُتَوَكِّلٌ على سَلْطَنَتِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ على اللهِ ﷿؛ فأما المُتَوكِّل على الله ﷿ فقد وَجَد [الاسْتِرْوَاحَ](٤)؛ [نوَّهَ](٥) الله به، ورفع قدره، [فقال](٦): ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: ٥٨]؛ فأما من كان مُسْتَرْوَحًا إلى غيره فيُوشِك أن يُنْقَطَعَ به فيَبْقَى (٧).
(١) وفي (ق): أبي صالح. (٢) وفي (ج) ذكرت الآية إلى قوله تعالى: (ويرزقه من حيث يحتسب). (٣) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في «جامع البيان» (٢٣/ ٤٤٨)، وفيه قيس بن الربيع، وهو متكلم في حفظه. «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٧/ ٩٦)، و «الضعفاء والمتروكون» لابن الجوزي (٣/ ١٩)، و «تهذيب التهذيب» (٨/ ٣٩٤). (٤) وفي (س): الاستراح. وأشير فيها إلى اختلاف النسخ. (٥) وفي (ق): يعزه. (٦) وفي (س): قال، وفي (ج): وقال. (٧) إسناده جيد، مقطوع: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (١٢٣٨)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٣/ ١٤٠)، ورجاله ثقات، وأبو تراب هو عسكر بن الحُصين النخشبي، صاحب أحوال وكرامات. ينظر: «تاريخ الإسلام» (٥/ ١١٨١)، و «الأعلام» للزركلي (٢/ ١٥٢).