والله [لقد](١) كبر سِنِّي ودنا أجلي، وما بي من فَقْرٍ أن أكذب على رسول الله ﷺ لقد سَمِعَتْهُ أذناي ووَعَاهُ قلبي (٢).
١٩٥١ - أخبرنا أبو عمرو [عبد الوهاب](٣)، أخبرنا والدي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن جامع المصري (٤)، حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا إسماعيل ابن مسلمة بن قعنب، حدثنا حكيم بن [خِذَام](٥) الأزدي، عن أبي [جناب](٦) الكلبي، عن عطاء بن أبي رباح، قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة ﵂ ومعنا عبد الله بن عمر ﵁، فقالت: ما منعك من إتياننا فإنا نحب زيارتك وغشيانك؟ قال: لما قال القائل: زر غبا تزدد حبا؛ فضرب عبد الله بن عمر على فخذه، فقال: دعونا من أباطيلكم، حدِّثِينَا بأعجب ما رأيت من رسول الله ﷺ. قال: فبَكَتْ واشتد بُكَاؤُها. فقالت: بأبي وأمي، كان كُلُّ أَمْرِه عجبا؛ أتاني في ليلتي بعدما أخذت مضجعي، فدخل معي في لحافي وألصق جلده بجلدي، ثم قال:«يَا عَائِشَةُ، أَتَأْذَنِينَ لِي فَأَتَعَبَّدَ لِرَبِّي؟» فقلت: بأبي وأمي، والله إني لأحب هواك وأحب قربك. فقام إلى قِرْبَةٍ في ناحية البيت فتوضَّأَ فأَحْسَنَ الوُّضُوءَ - وما أَكْثَرَ صَبَّ الماء -، ثُمَّ قام إلى المسجد فكَبَّر وبَكَى حتى ظننت أن دموعه بَلَّتْ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ قَرَأَ وبَكَى [حتى ظَنَنْتُ أن دموعه بَلَّتِ الأَرْضَ، ثم ركع وبكى، ثم سجد وبكى، ثم سجد وبكى](٧)، ثم سجد ووضع يده اليمنى تَحْتَ خَدِّهِ الأيمن ثم بكى، فما زال كذلك
(١) وفي (ق): قد. (٢) أخرجه مسلم في صحيحه (٨٣٢)، وأبو داود في السنن (١٢٧٧)، والترمذي في السنن (٣٥٧٩)، والنسائي في السنن (١٤٧). (٣) ليس في (ج). (٤) زيد في (ق): بمصر. (٥) وفي (ق): حزام. (٦) وفي (ق): حباب. (٧) ساقط من (ق).