عبد الله بن الحسين المحاملي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا همام بن يحيى العوذي، قال: سمعت قتادة يُحدِّث عن أنس بن مالك ﵁ أن مالك بن صعصعة ﵁، حَدَّثَهُ أن نبي الله ﷺ حَدَّثَهُم عن ليلة أسري به، قال: «بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ- وربما قال قتادة: فِي الْحِجْرِ-[مُضطَّجِعًا](١) إِذْ أَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اَلْوَسَطُ بَيْنَ الثَّلَاثَةِ؛ فَأَتَانِي ثُمَّ قَعَدَ»، وسمعت قتادة يقول:«فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ»، قال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني؟ قال: من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شَعْرَتِهِ؛ وقد سمعته يقول: من قُصِّهِ (٢) إلى شَعْرَتِهِ. قال: «فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، وَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنَ [الذَّهَبِ](٣) مَمْلُوءَةً إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ أَبْيَضَ. - فقال له الجارود: أَوَ هُوَ البُرَاقُ يا أبا حمزة؟ قال: نعم. - يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ - قال: - فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ
(١) وفي (ح): ممطحما. (٢) قال ابن الأثير في «النهاية» (٤/ ٧١): القَصُّ والقَصَصُ: عَظْم الصَّدْر المَغْرُوزُ فِيهِ شَراسيفُ الْأَضْلَاعِ فِي وسَطِه. ا. هـ. قلت: والشَّرَاسِيفُ: أَطْرَافُ الأَضْلَاعِ. قاله إبراهيم الحربي في «غريب الحديث» (٢/ ٧٨٦). (٣) وفي (ق): ذهب.