[فدخلت](١)، فليس إلا أني اضطجعت فدخل، فقال:«مَا لَكِ حَشْيَا رَابِيَةً؟» قالت: لا. [قال](٢): «لَتُخْبِرِنِّي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ». قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر، قال:«فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟» قلت: نعم؛ قالت: فلهزني في صدري لهزة أوجعتني، ثم قال:«أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟». قالت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال: «فَإِنَّ جِبْرِيلَ ﵇ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، فَنَادَانِي [فَأَخْفَى](٣) مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ [فَأَخْفَيْتُهُ](٤) مِنْكِ [وَظَنَنْتُ](٥) أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الْبَقِيعَ، فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال:«قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، ويَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَاحِقُونَ»(٦).
• قوله:(إلا ريثما ظن) أي: إلا قَدْرَ ما ظن، وقوله:(ثم انتعل رويدا) أي: متمهلا غير مستعجل، و (الدرع): قميص المرأة، و (الإحضار): نوع من الإسراع، وكذلك (الهرولة)، وقوله (حشيا رابية) أي: قد وقع عليك الحشا والربو، يقال: حشِي يَحْشَى إذا أصابه البُهْرُ، وهو أن يغلب عليه النَّفَسُ من عَدْوٍ أو جَهْدٍ، و (السواد): الخيال والشخص، وقوله:(فلهزني) أي: فضربني، وقوله:(وقد وضعت ثيابك) أي: في تلك الحال، و (الحيف): الجور.
١٥٤٣ - أخبرنا أبو الفتح الصحاف - في كتابه -، أخبرنا محمد بن عبد الله بن
(١) ليست في (س). (٢) سقطت من (ق). (٣) وفي (ق) و (ب): وأخفى. (٤) وفي (س): فأخفيت. (٥) وفي (ح): فظننت. (٦) أخرجه مسلم (٩٧٤)، والنسائي (٢٠٣٧)، وابن ماجه (١٥٤٦) وغيرهم.