• قوله:(الرسل): اللبن، و (الحمولة): التي تَحْمِل الأحمال، (وجشعت) أي: حرِصَتْ على الحياة.
١٤٧٣ - أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أخبرنا محمد بن علي الحافظ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا القاسم بن زكريا، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن عُلَيَّة، عن الجريري، عن [أبي العلاء](١) بن الشِّخِّير، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمت المدينة فإذا أنا بحلقة فيها ملأ من قريش، إذ جاء رجل خَشِن الثياب، [أَخْشَنُ الجسد](٢)، أَخْشَنُ الوَجْهِ، فقام عليهم، فقال: بشِّر الكَنَّازِينَ برَضْفٍ يُحْمَى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نُغْضِ كَتِفِه، ويوضع على نُغْضِ كَتِفِهِ حتى يخرج من حلمة ثديه يتَجَلْجَلُ. قال: فوضع القوم رؤوسَهم، فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا. قال:[وَأَدْبَرَ فَاتَّبَعْتُه](٣) حتى جلس إلى سارية، فقلت: ما رأيتُ هؤلاء إلا كَرِهُوا ما قُلْتَ. قال: إنَّ هؤلاء لا يعقلون شيئا، وإنَّ خليلي أبا القاسم ﷺ دعاني:«يَا أَبَا ذَرٍّ»، فأجبته. قال:«تَرَى أُحُدًا؟» فنظرت ما عليَّ من الشمس وأنا أظن أن يبعثني في حاجةٍ له. قال:«مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ»؛ ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا. قلت: مالك ولإخوانك من قريش لا تَعْتَرِيهِم وتُصِيبُ منهم؟ قال:
(١) وفي (ق): العلاء. (٢) ساقط من (ق). (٣) وفي (ح): فأدبر واتبعته.