قد كان ظهر لي أنَّ المراد بالأنداد هنا الشياطين؛ لما جاء في السياق من قوله:{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ... }.
ولأن ابن جرير أخرج عن السُّدِّي في قوله تعالى:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا}، قال: هم الشياطين تبرّؤوا من الإنس (١).
ولِما أخبر الله تعالى به في قوله:{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ ... إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ .... }[إبراهيم: ٢٢].
[س ٨٣/أ] ثم ترجَّح لي أن المراد: المتبوعين (٢) من البشر؛ لقوله تعالى:{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}، ولم يكن المشركون يحبون الشياطين.
وفي الدر المنثور: وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال: الأنداد من الرجال يطيعونهم كما يطيعون الله، إذا أمروهم أطاعوهم وعصوا الله (٣).
وفيه: وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا}، قال: هم الجبابرة والقادة والرؤوس في الشرِّ والشرك {مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} هم الأتباع والضعفاء (٤). اهـ.
(١) تفسير الطبري ٣/ ٢٤. (٢) كذا في الأصل بالنصب مطابقة للمفسَّر (أندادًا). (٣) الدرّ المنثور: ١/ ٤٠١. (٤) الدّرّ المنثور: ١/ ٤٠١.