أخرج ابن جرير عن السُّدِّيِّ: أما أن قوله: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ} فإن المشركين كانوا يزعمون أنهم كانوا يعبدون الآلهة لأنهم شفعاء لهم، يشفعون لهم عند الله تعالى، وأن هذه الآلهة شركاء لله.
وأخرج عن عكرمة قال: قال النضر بن الحارث: سوف تشفع لي اللات والعزى (٢).
أقول: قد علمت أنَّ القوم كانوا يعبدون الإناث الخياليَّات التي يزعمون أنها بنات الله وأنها هي الملائكة ويسمُّونها اللات والعزى ومناة، ويزعمون أنها تشفع لهم، وهذه الآيات إلى قوله:{مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} تتعلَّق بذلك.
وأما قوله تعالى:{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ} فقال ابن جرير: "فتأويل [٣٢٤] الكلام إذًا (٣) وجعلوا لله الجن شركاء في عبادتهم إياه"(٤).
(١) لم يضع الشيخ هنا نقاطًا مع أنه ترك آيتين لم ينقلهما. (٢) ٧/ ١٧٠. [المؤلف] (٣) في الأصل: "مرادًا"، والتصحيح من الطبعات الأخرى للتفسير. (٤) ٧/ ١٨١. [المؤلف]