وقع من مشركي قريش تعجرُفٌ في شأن الاسم الكريم "الرحمن". قال الله تبارك وتعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}[الفرقان: ٦٠]، وقال تعالى:{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}[الإسراء: ١١٠].
أخرج ابنُ جرير وغيره (٢) عن ابن عباس قال: صلَّى [رسولُ](٣) الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بمكة ذات يوم، فدعا الله تعالى، فقال في دعائه: يا اللهُ، يا رحمنُ، فقال المشركون: انظروا إلى هذا الصابئ! ينهانا أن ندعو إلهين، وهو يدعو إلهين!
وفي "الصحيحين" وغيرهما (٤) عنه قال: نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مختفٍ بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن. فإذا سمع ذلك
(١) الفصول الآتية مأخوذة من مسودة أخرى للمصنف في تفسير البسملة. انظر: مقدمة التحقيق. (٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٩/ ٤٦١) إلى ابن جرير وابن مردويه. والمصنف صادر عن "روح المعاني" (٨/ ١٨٠). وانظر "تفسير الطبري" (١٥/ ١٢٣). (٣) زيادة لازمة. (٤) البخاري (٤٧٢٢)، ومسلم (٤٤٦).