أقول: ابن أبي عمر ثقةٌ فيما يرويه عنه أبو حاتم ومسلم ونحوهما من المتثبتين؛ لأنّهم يحتاطون وينظرون في أصوله، وإنّما تخشى غفلته فيما يرويه عنه من دونهم، ولاسيَّما أمثال الأزرقيّ.
[القول الثاني]
قال بعضهم: كان المقام لاصقًا بالكعبة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتّى أخّره هو - صلى الله عليه وسلم - إلى موضعه الآن.
ذكر ابن كثير (٢) أنّ ابن مردويه روى بسنده إلى شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! لو صلينا خلف المقام؟ فأنزل الله:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فكان المقام عند البيت، فحوّله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا".
أشار ابن كثير إلى ضعفه.
وقال ابن حجر في "الفتح"(ج ٨ ص ٢٩)(٣): أخرج ابن مردويه بسند ضعيف، فذكره.
أقول: شريكٌ من النبلاء، إلاّ أنّه يخطئ كثيرًا ويدلِّس (٤). وإبراهيم بن
(١) انظر "الجرح والتعديل" (٨/ ١٢٤) و"تهذيب التهذيب" (٩/ ٥١٩). (٢) في "تفسيره" (١/ ٦١٢، ٦١٣). (٣) (٨/ ١٦٩) ط. السلفية. (٤) انظر "تهذيب التهذيب" (٤/ ٣٣٥، ٣٣٧).