[ل ٨/أ](١) أنفَعُ ما قُوبِلتْ به صَدَماتُ المصائب، واستُقبِلتْ به هجَماتُ النَّوائب= حمدُ الله تعالى على كلِّ حال، والرضا بما قضاه ذو الجلال. فأحمده سبحانه وتعالى حمدَ مسلِّمٍ لِما قَضاه، راضٍ بما قدَّره وأمضاه.
اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على مولانا محمد، وعلى آله الذين اشتدَّت عليهم في الصدر الأول البلايا، وأُذيقَ أكثرهم بالقتل غُصَصَ المنايا، وأصحابه الذين بايعوا الله على الموت في سبيله، ووَفَوا بما عاهدوا الله عليه بين يدي رسوله.
أما بعد، فإنَّ هذه الدارَ دارُ فناء، ليس لها بقاء؛ وإنما هي مهلةٌ للتزوُّد ليوم اللِّقاء، إما لِلسَّعادةِ وإما لِلشَّقاء.
هي الدنيا تقول لِطالِبيها ... حَذارِ حَذارِ من بطشي وفتكي
فلا يَغرُرْكُمُ منِّي ابتسامٌ ... فقَولي مُضحِكٌ والفعلُ مُبكي (٢)
(١) في (٨/ب) قيَّد كلماتٍ كأنها قوافٍ أعدَّها لنظم قصيدة على روي حرف القاف. (٢) البيتان لأبي الفرج الساوي من كُتَّاب الصاحب من قصيدة له في رثاء فخر الدولة. انظر: "يتيمة الدهر" (٣/ ٣٩٣) والرواية في البيت الأول: "تقول بملء فيها".