وقد اهتم العلماء بهذا الفن، وجمعوا بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض قال محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول:«لا أعرف أنه رُوي عن النبي ﷺ حديثان بإسنادين صحيحين متضادان، فمن كان عنده فليأت به حتى أؤلف بينهما»(٢).
رابعاً منهج الكرماني في مختلف الحديث:
كان الكرماني يتعامل مع الأحاديث المُختلف فيها أن يوفق بينها
ما استطاع، باذلاً الجهد في ذلك من خلال:
١ - التوفيق والتلفيق جمعاً بين الأحاديث:
قرر علماء الأصول أنه عند التعارض بين الأدلة، يُصار إلى ما أمكن، وقرروا القاعدة في ذلك:(الإعمال أولى من الإهمال)(٣)، وقال الشوكاني (٤):
(١) الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم، ٢/ ٢٦. (٢) الكفاية، الخطيب البغدادي، ٤٣٢. (٣) ينظر: حاشية العطار على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع، حسن بن محمد الشافعي، ٢/ ٦٦. (٤) أحمد بن محمد بن علي الشوكاني: قاض، من فضلاء اليمانيين، من أهل صنعاء وهو ابن العلامة (الشوكاني) الكبير، له نيل الأوطار، وإرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، (ت ١٢٥٠ هـ)، ينظر: معجم المؤلفين، ٢/ ١٣٤، والأعلام، الزركلي، ٢ - / ٢٤٦.