يكون واحدًا اكتفى به عن صاحبه أي قعيدان كقوله: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف (١).
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} أي الموت، والدليل عليه قراءة عبد الله:{وجاءت سكرة الحق بالموت}(٢){تَحِيدُ} تميل وتحذر.
{سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} سائق يسوقها إلى الله وشهيد شاهد عليها يعلمها، وقال أبو هريرة: السائق الملك، والشهيد العمل (٣)، وقيل: السائق العمل، والشهيد الأعضاء.
{وَقَالَ قَرِينُهُ} تابعه من الشياطين {هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} لمخافة أن يؤخذ أخذ الكفيل.
{أَلْقِيَا} أمْر الملكين، وقيل: الملك واحد أي ألقين بنون خفيفة {كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} كليهما إياه وقرينه.
{لَا تَخْتَصِمُوا} بعد وجود الاختصام لا يدل على نفيه كالنهي عن الكفر، وقيل قوله:{لَا تَخْتَصِمُوا} في الكفار، وقوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)} [الزمر: ٣١] في المؤمنين.
(١) ذكره الفراء في معانيه (٣/ ٧٧)، والبيت لعمرو بن امرئ القيس كما في جمهرة أشعار العرب (٢/ ٦٧٥)، والخزانة (٤/ ٢٧٥)، ونسبه سيبويه في الكتاب (١/ ٧٥) إلى قيس بن الخطيم، وهو في ديوانه (ص ١٧٣). (٢) هي قراءة عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وأبي بكر الصديق وسعيد بن جبير. وقال ابن عطية: يروى أن أبا بكر الصديق قالها لابنته عائشة - رضي الله عنهما -. وذلك أنها قعدت عند رأسه تبكي وهو ينازع فقالت: لَعَمْرُكَ ما يغني الثراءُ عن الفتى ... إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصَّدْرُ ففتح أبو بكر - رضي الله عنه - عينيه وقال: لا تقولي هكذا، وقولي: "وجاءت سكرة الحق بالموت ... ". [القرطبي (١٧/ ١٢)؛ معاني الفراء (٣/ ٧٨)؛ إعراب النحاس (٣/ ٢١٧)؛ القراءات السبع وعللها (١/ ٢٣)؛ المحرر (١٣/ ٥٤٥)؛ معجم القراءات للدكتور عبد اللطيف الخطيب (٩/ ١٠٦)]. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٣٠٨) ونقله ابن الجوزي في تفسيره (٤/ ١٦١).